أبرشية بصرى حوران
و جبل العرب و الجولان
للروم الأرثوذكس
كلمة الأسقف

 

كنيسة الرعيّة


لم يكن مبنى الكنيسة مصمّماً ليكون بيت عبادة. أخبره المسنّون أنّه بُني ليكون مستودعاً، للتبغ ربّما. لكن في ثلاثينيّات القرن العشرين حصل انشقاق في الأبرشيّة، ووُجد لها مطرانان. كان مالكو المبنى من أتباع المطران الوافد، فقدّموا الأرض وما عليها، وأضافوا للمبنى القائم برجين من الغرب وهيكلاً من الشرق. ومن ثم بُني بيت ملاصق ليكون مقرّاً للمطران إيّاه.

 

سنوات الكهنوت

رُسم كاهناً في صيف ترّفعه إلى السنة الثالثة في معهد اللاهوت. كان ما يزال طالباً. ساعده هذا في اختبار الخدمة الكهنوتيّة تدريجيّاً. شخصيّته تميل إلى التدرّج في كلّ شيء. لا يهوى القفز فوق الحواجز. يحبّ النضج الآتي طبيعيّاً. لم يكن المطران مقتنعاً برسامته "إيبوذياكوناً" قبل الشموسيّة، لكنّه فعلها بناء على طلبه، لأنّه أراد التدرّج في التراتبيّة الإكليريكيّة. كان مطراناً متواضعاً جدّاً، وقد تعلّم من شخصه الكثير.


الشموسيّة

التزم دار المطرانية مقرّ إقامةٍ بعد رسامته شمّاساً. كان في الخامسة والعشرين. ارتاح لتطابق سنّه مع قانون الرسامة الكنسيّة. لكن ثمّة مشكلة عائليّة واجهته قبل الرسامة. لقد انتهى عقد عمل أبيه والعائلة ستبقى بلا مورد حتّى يحصل على تعويضه الذي قد يستغرق سنة.


خبرته وكورونا

(تسلسليّاً ليس موضع هذا المقال الآن، لكنّه يُنشر اليوم تلبيةً لطلب العديد من الأصدقاء الذين طلبوا الكتابة عن هذه الخبرة.)


رحلته الروحيّة (2)

أقبل على كنيسته من بهاء عبادتها. كانت عشيّات الصوم الكبير تخطفه في كاتدرائيّتها، فلم يعتد تفويت عشيّةٍ واحدةٍ منها. لكنّ الانخراط الكبير فيها جاء من باب حركة شبيبتها. هناك وجد ذاته وفجّر طاقاته في التعلّم والتعليم وما يرافقُهُما من أنشطة حياتيّة واجتماعيّة وروحيّة كثيرة، وبدأ يلمُسُ فرادة كنيسته ودقّة لاهوتها ورؤيتها الروحيّة المميَّزة الحيّة وغير المأسورة للروح القانونيّة.


رحلته الروحيّة (1)

باعتباره البكر اعتاد أن يقضي أكثر أيّامه في بيت جدّيه لوالده. ولكون بيتهم يقع بالقرب من مدرسة الأميركان، فقد سمحا له وهو بعد صغير بأن يذهب إلى مدرسة الأحد التابعة للكنيسة البروتستانتيّة.


دربه إليه

فتح عينيه على الواقع. كان المرض وتداعياته رفيقاً له منذ نعومة أظفاره. ارتسمت في ذهنه باكراً أمارات الخوف على مريض بيتهم.

كلّ هذه التي ذكرتها تساعدنا كي نفهم كيف أنّ الإفخارستيّا، إذا احتُفل بها بشكل ملائم، تكون الجماعة المحتفِلة، أقلّه، في وحدة مع ذاتها. لا تقدَّم الإفخارستيّا فرديّاً بل بواسطتنا كلّنا في أخوّة يحبّ فيها واحدنا الآخر. هذا هو النموذج الأمثل. فلنسعَ كي نجعله واقعاً.

باعتبار أنّنا نتكلّم عن ضمير "نحن" فلنلاحظ عنصراً آخر في الليتورجيا، عنصراً يشدّد على أهميّة الحبّ المتبادَل، على أهميّة التضامن الجماعيّ في خدمة القدّاس.

حديث للمطران كاليستوس وير
تعريب المتربوليت سابا اسبر