أبرشية بصرى حوران
و جبل العرب و الجولان
للروم الأرثوذكس
كلمة الأسقف

رسالة الوداع التي ألقاها راعي الأبرشية في جناز شقيقه طلال في 22/12/2020 في كاتدرائية مار جرجس في اللاذقية

يحيّرنا صمتك يا ربّ أحياناً، أو هكذا يبدو لنا. قد لا تكون صامتاً، بل بالأحرى نحن العاجزون عن الإصغاء إليك.

كيف نسمعك ونحن في ضجيج أوجاعنا اليوم، وفي صخب جنوننا المستشري؟

هناك أيضاً أمرٌ آخر شديدُ الأهميّة وأساسيٌّ يشدّد جميع الآباء عليه، ألا وهو التواضع، الانفتاح الكامل على الله.

كيف آلت الأهواء إلى هذا الواقع؟ يُرجع آباء الكنيسة أسباب عديدة، أوّلها ضعف العقل، لأنّه (أي العقل) بدأ يعمل باستقلاليّة عن القلب

لا تألف الكنيسة الشرقيّة مصطلح "الروحانيّة". المصطلح التراثي المستخدم فيها هو "الحياة في المسيح".

عندما يوجد الإنسان في ظروف قاهرة تجبره على أن يكيّف حياته بحسبها، دونما رغبة منه، يواجه خيارات صعبة.

أتاني دامعاً يشكو من التحاق عائلة أعزّ أصدقائه بجماعة مسيحيّة من تلك الجماعات التي ظهرت في بلادنا في السنوات الأخيرة،

ما هو الموت؟ دعوني أقدّم تعريفين. قدّم التعريف الأول القدّيس إكليمنضُس الإسكندري (القرن الثالث) الذي علّم بأنّ "الموت هو انفصال النفس عن الجسد".

ثمّة شكل آخر للموت هو فراق الأصدقاء والأماكن، مع أنّ فراقاً كهذا ضروريّ في نموّنا. ما لم نمتلك أحياناً الشجاعة تجاه مغادرة المألوفات المحيطة بنا، كأن نفارق أصدقاء موجودين وننشئ روابط جديدة، لن نحقّق إمكانيّاتنا كأشخاص.

الموضوع الأوّل إذن هو الولادة والموت. اسمحوا لي أن أبدأ بثلاثة اقتباسات: الأوّل من ت. س. إليوت، لأنّ الشعراء غالباً ما يكونون أفضل اللاهوتيين.