أبرشية بصرى حوران
و جبل العرب و الجولان
للروم الأرثوذكس
كلمة الأسقف

تضرّع أحد المؤمنين، بحرقة قلب، طالباً، من الله، نجدةً لابنه، المحتاج إلى عملية جراحيّة باهظة التكاليف، وإلا فالموت أمامه. لم يكن هذا المؤمن يملك شيئاً من المبلغ الواجب دفعه لإجراء المعالجة اللازمة لابنه.

الوحي الإلهي هو كشف الله عن ذاته للبشر، وهذا ما تم تدريجيّاً، بمرافقة الله لهم، بواسطة الرسل والأنبياء وفعله المباشر، وصولاً إلى تجسّد الكلمة الإلهي في شخص يسوع المسيح.

ثمّة أسئلة كثيرة، حول الكتاب المقدس. ويطلب العديد من القرّاء، مقالات توضيحيّة وتعليميّة بشأنه. فمن بين الأسئلة الكثيرة، التي يطرحها المؤمنون، تحتلّ تلك المتعلّقة بالكتاب المقدّس، المرتبة الأولى.

بقيت الكنيسة المسيحية تعيّد عيداً واحداً، لميلاد المسيح ولمعموديته سويّاً، حتّى القرن الرابع. فكان العيد مناسبة واحدة للاحتفال بالحدثين الإلهيين.

في بداية هذا العام الجديد، أودّ أن أتأمّل وقرّائي الأحباء، في موضوع الحبّ، علّنا نستزيده فينا، ونجعله محور حياتنا، في هذه السنة.

يستشهد الإنجيلي متّى، في معرض روايته لميلاد المسيح، بما تنبّأ به إشعياء النبي عن المسيح، بالآية التالية: "هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً، يُدعى عِمّانوئيل أي الله معنا"(متى 1/23).

تقول رسالة العيد "لمّا حان ملء الزمان، أرسل الله ابنه، مولوداً من امرأة، مولوداً تحت الناموس، ليفتدي الذين هم تحت الناموس، لننال التبنّي"(غلا 4/4).

تعتبر ترنيمة الملائكة، في ميلاد المسيح، الآية المفتاح لمعنى هذا العيد، عمليّاً. صدحت ملائكة السماء مرنّمة: "المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرّة" (لو2/14).

الكنيسة، بوجهها المنظور، البشريّ، مكسورةٌ أبداً على خطايا أبنائها. إنّها معلَّقة على صليب التوتر، بين انشدادها إلى السموات، عروساً بهيّةً لا شائبة فيها ولا عيب